أنا و الكرسي.. و الثلج!

أنا و الكرسي.. و الثلج!

هذه التدوينة في قسم: موليكيلو يسولف February 6th, 2009

.
ربما سمع بعضكم عن العاصفة الثلجية التي ضربت انجلترا قبل أيام و أربكت الحياه تماما فيها.. ربما لا تعد عاصفة مثل هذه بالغة الخطورة مقارنة بمثيلاتها في روسيا مثلا، لكنها تعتبر الأعنف هنا منذ أكثر من نصف قرن!

في ليلة العاصفة، كنت في اجتماع مع بعض الاصدقاء في أحد فنادق لندن، و هناك حاصرتنا الثلوج لساعات قبل أن نتشجع و نقرر العودة لمنازلنا.. كان الوقت متأخر جدا و كنتُ منهكا للغاية لدرجة أني نمت بشكل عميق فور ارتمائي على سريري.. و حقيقة لا أذكر معظم تفاصيل طريق العودة إلى المنزل!

استيقظت باكرا صباح اليوم التالي.. و حينها راودتني فكرة شديدة الغباء!
فقد هممت بأن آخذ كوب قهوتي و أسحب سيجارا من حافظة السيجار لأدخن و أقرأ الجريدة في الخارج كما كنت أفعل أيام الصيف!
حينها لم أكن اعرف سببا محددا لتلك الرغبة..
لكني الآن أدرك أني كنت ربما مشتاقا لكرسي الحديقة.. كاتم أسراري و متحمل “خنبقاتي و هواجيسي”.. ربما كانت هناك أفكار و حكايا و أسرار أطالت المكوث في صدري.. حكايا لا استطيع البوح بها الا لصديقي الكرسي..

و انا انزل سلالم الدرج.. تذكرت أن عاصفة ثلجية كانت قد غمرت المكان بالأمس.. فأسرعت إلى النافذة لأستطلع الجو.. و كما كان متوقعا.. لا ملامح لأي شيء.. فالحياة تجمدت.. و الألوان اختفت.. لم يبقى سوى اللون الأبيض الذي كان يغطي كل شئ!

قررت و “برعونة” الذهاب الى حديقة المنزل..
‘لن تمنعني تلك الثلوج من الجلوس في الخارج’ تمتمت في نفسي و أنا أرتدي معطفي و أهم بالخروج..
اتجهت مباشرة الى الكرسي.. و عند وصولي إليه.. أطرقت كثيرا أمامه!
فصديقي الكرسي المزهو بالنقوش على أخشابه و الذي كنت ألمس فيه الحياه و هو في صدر الحديقة الخضراء بزهورها الملونة.. كان شاحبا.. مسكوا بالثلوج.. كان.. ميتا!

صورة الكرسي بعدستي

فكرت مليا و أنا أتأمل الكرسي..
فهذا المشهد أيقظ أفكارا كثيرة داخلي.. أهمها.. أننا تماما كالكرسي!
مهما كانت الحياة تملؤنا.. و مهما كنا مفعمين بالنضارة و الحيوية و الأمل.. بل حتى مهما كنا أقوياء و مهمين لمن حولنا.. إلا اننا قد نخبوا و يخفت نورنا إذا ما واجهتنا عواصف و ظروف و مواقف صعبه.. فلا أحد يستمر في حال واحده.. هذا أمر خارق للقدرة البشرية..
لكن المهم دائما هو أن نملك القدرة على أن نعود للحياة بعد مرور العاصفة و انتهاء فصل الشتاء!

.

صورتان لمنزلي و بعدستي

أخيرا.. تراي خلال ساعات أبكون في السعودية.. تبوني ولا أهون؟
(يتغلى هو و خشته)

…………………………….

خاتمة:
رحمك الله يا صديقي عمر.. كنتَ والله من أكثر الرجال صدقا و نقاء.. أعرف أني قصرت معك كثيرا.. و أعرف أنك كنت دائما تبادر بالسؤال عني و التواصل معي مهما صرفتني عنك ظروف الحياة.. لكن أقسم بالله يا عمر.. انك من أغلى البشر الذين عرفتهم..
أشعر بتأنيب ضمير يكاد يقتلني..
لكن ما عساي أن أفعل الآن و أنت بين يدي ربك ؟ ..
ادعو الله العلي القدير أن يرحمك و يغفر لك و ينقيك من الخطايا و يتجاوز عنك و يسكنك فسيح جنانه..
أرجو من الجميع أن يدعو لـ عمر الذي توفاه الله الأسبوع الماضي و هو في ريعان شبابه.. كان يملك قلبا يفيض طيبة و محبه و هو والله جدير بدعائكم له.

شوكرن.

_______________________________



  

Responses to “أنا و الكرسي.. و الثلج!”

  1. sweetheart
  2. anosah
  3. sahab
  4. be7ar
  5. son moleculo
  6. Amal
  7. NOLY
  8. oscar
  9. sweetheart
  10. tofe
  11. japaneese girl
  12. Reem
  13. Reem
  14. lady-11
  15. M6nish
  16. momey
  17. momey
  18. Bnt daddy
  19. tart
  20. NAIF2010

ورى ما تسدح تعليق؟ .. ترى ببلاش..

معليش يا عزتي لك.. لازم تسجل دخولك عشان يمديك تسدح تعليقات.