.

المُـنـتَـصِر!
هذا هو الجواب الصحيح للسؤال القصير في عنوان هذه التدوينة..

لأدلل على صحة جوابي هذا، بإمكاني سرد عشرات بل ربما مئات الأمثلة التاريخية..
لكن.. لعلّه من الأجدى أن نركز على حادثة واحدة.. و لتكن أضخم حادثة في القرن المنصرم و التي شكلت العالم كما نعرفه اليوم.. الحرب العالمية الثانية..

أنا شغوف بتلك الحرب و ما دار فيها و صاحبها و تلاها من أحداث و تداعيات..
قرأت موسوعة الحرب العالمية الثانية الضخمة و عدد غير قليل من الكتب حولها و شاهدت أكثر من 8 أفلام وثائقية عنها كان آخرها الفيلم الوثائقي الذي يعرض في إحدى القنوات التلفزيونية الشهيرة في بريطانيا حاليا Apocalypse The Second World War..

لذا أرجو ان يكون ما سأكتبه في هذه التدوينة هو نتاج قراءات طويلة و متمحصة في تاريخ تلك الحرب..
كما أرجو أن لا يفهم من خلال ما سأكتبه أني مناصر لـ (حزب العمال الاشتراكي الوطني الألماني)، أو ما يعرف اختصارا بالـ حزب النازي..
فهو حزب – كما أراه – عنصري دكتاتوري شمولي مقيت..
إلا أن رؤيتي هذه لم تمعني من تلمس بعض الحقائق المغيبة عن الكثير..

.

.

.

الحرب كانت بين ألمانيا (مع مساندة من دول المحور: ايطاليا و اليابان) من جهة.. و فرنسا و بريطانيا (مع مساندة لاحقة من بقية الحلفاء: روسيا و أمريكا) من جهة أخرى..
بدأت في العام 1939م و انتهت في العام 1945م بهزيمة ساحقة للألمان و دول المحور..

أثناء و بعد الحرب انتشرت صورة نمطية بين سكان هذا الكوكب عن الحزب النازي و جرائمه ضد الانسانية.. في حين أغفلت أمور مخيفة عن أطراف الحرب الأخرى..

لنلقي نظرة على بعض الجوانب المتعلقة بالحرب علّنا نصل لبعض الحقائق المغيبة..

.

.

– من أعلن الحرب على من؟

قد يصدمك ربما أن تعرف أن ألمانيا لم تكن البادئة بإعلان الحرب! ..
بل كانت تسعى لأن لا تستعدي بريطانيا و فرنسا كثيرا و خصوصا في تلك الفترة..
إلا أنه في العام 1939م و بعد احتلال ألمانيا لجارتها بولندا، قامت بريطانيا و فرنسا بإعلان الحرب على ألمانيا!

و ربما من الجدير بالذكر هنا أن ألمانيا في تلك الفترة كانت تحت حصار اقتصادي و عسكري كبير، فـُرض عليها بعد هزيمتها قبل حوالي عقدين من الزمن آنذاك في الحرب العالمية الأولى.. لذا يبدو أن بريطانيا و فرنسا ظنوا بأن حربهم مع هذا البلد المنهك ستكون نزهة قصيرة!

.

– شرعية القادة

الكل ينظر الى ألمانيا أو الحزب النازي بالأخص على أنه حزب دكتاتوري اغتصب السلطه و تمرد على الديموقراطية، بينما كان قادة دول التحالف يمثلون الشرعية الحقيقية و الديموقراطية الحقـَّة.. أليس كذلك؟
لكن، لندقق أكثر كيف وصل كل قائد إلى السلطة..

• رئيس وزراء بريطانيا Winston Churchill

لم ينتخبه البريطانيون قبل الحرب أبدا!
كان قائدا فاشلا للقوات البحرية البريطانية و ساءت سمعته كثيرا بعد أن هزمه (كمال أتاتورك) في مضيق الدردنيل شر هزيمة و بجيش متواضع الامكانات مقارنة بإسطول Churchill الضخم في الحرب العالمية الأولى..

اذا كيف وصل للسلطه حينها؟ ..
قبيل الحرب كانت بريطانيا قد انتخبت للتو رئيس وزرائها السيد Chamberlain من حزب المحافظين.. إلا انه بضغط من مجلس قيادة الحرب الذي شكل حديثا و بالأخص من اللورد Halifax.. اجبر السيد Chamberlain على الإستقالة بدعوى انه ليس مؤهلا لقيادة بريطانيا في مثل هذه الظروف.. و هذا ما قام به فعلا ليتم تعين أحد أعضاء مجلس قيادة الحرب في هذا المنصب.. و هو القائد العسكري Winston Churchill!

Winston Churchill

.

• القائد الفرنسي Charles de Gaulle

هذا القائد العسكري فر من فرنسا إلى بريطانيا بعد الغزو الألماني لها.. و هناك أخذ يتحدث بإسم الشعب الفرنسي الذي لم ينتخبه.. في حين كانت في فرنسا نفسها حكومة متحالفة مع النازيين (حكومة Vichy) و كانت هي الأخرى تدعي تمثيل الشعب الفرنسي الذي لم ينتخبها..
في بريطانيا أعلن Charles de Gaulle عن تحالفه الكامل و المطلق مع بريطانيا.. و التي أعطته مساحة كبيرة في الاعلام ليتحدث الى الفرنسيين و العالم كقائد لهذا الشعب..

و بالمناسبة، من أول الأمور التي قامت بها بريطانيا بعد الغزو الألماني لفرنسا أن قامت و بشكل مفاجئ بالهجوم على الأساطيل الفرنسية في المغرب العربي و دمرتها تدميرا كاملا و قتلت الآف الجنود الفرنسيين الذين كانوا يدعمون بريطانيا و قاموا في بداية الأمر بالتهليل لرؤية السفن البريطانية قادمة من بعيد و تحيتها لاعتقادهم بأنها قدمت للتحالف معهم!!

بريطانيا فعلت ذلك بدعوى أن هذه الأساطيل قد تستخدم لاحقا من قبل النازيين!
في المقابل، ماذا فعل Charles de Gaulle للإعتراض على ذلك؟ .. لا شئ يذكر!

Charles de Gaulle كان دكتاتوريا متسلطا.. هذا ليس رأيي الشخصي.. بل رأي الرئيس الأمريكي Franklin Roosevelt و الذي رفض اشتراكه في أي محادثات معه أثناء الحرب كممثل للفرنسيين..

Charles de Gaulle

.

• الرئيس الأمريكي Franklin Roosevelt

تم تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية بنظامها الفيدرالي الحالي على يد George Washington و الذي رفض أن يمدد له لفترة رئاسية ” ثالثة “ في العام 1796م على الرغم من الشعبية الجارفة التي كان يحظى بها آنذاك..
منذ ذلك الوقت لم يقم أي رئيس أمريكي بترشيح نفسه لفترة رئاسية ثالثة حيث أصبح من المتعارف عليه أن الرئيس يجب أن لا يستمر أكثر من فترتين رئاسيتين متتاليتين كحد أقصى كما هي رؤية المؤسس George Washington..

وعلى الرغم من أن هذا القانون لم يكن مكتوبا ولا يطلب من الرؤساء التعهد بإحترامه.. فقد التزم به كل الرؤساء الأمريكيين الـ 31 الذين سبقوا Franklin Roosevelt.. إلا أن هذا الآخير و بداعي الظروف الاستثنائية في الحرب قام بترشيح نفسه لفترة رئاسية ثالثة قبل أن تدخل أمريكا الحرب بشكل ظاهر في العام 1941م.. و يبدو أن الشعب الأمريكي انطلت عليه أساليب التخويف التي اتبعها Franklin Roosevelt في حملته الانتخابية فقام بترشيحه لفترة رئاسية ثالثة (بل وحتى رابعة لاحقاً) مخالفا قانونا أخلاقيا التزم به جميع الرؤساء السابقين.. على الرغم من أن أمريكا مرت بظروف مشابهة في فترة الحرب العالمية الأولى و التي تدخلت فيها لاحقا بجانب القوى الغربية المتحالفة..

و بالمناسبة فقد تم تعديل الدستور الأمريكي بعد ذلك (التعديل رقم 22) لينص على أنه لا يحق لأي أمريكي أن يرأس أمريكا أكثر من فترتين متتاليتين..

Franklin Roosevelt

.

• رئيس الاتحاد السوفيتي Joseph Stalin

لا أظن أني بحاجة للحديث كثيرا عن وصول هذا الدكتاتور المتعطش للدماء إلى السلطة..
لكن بإختصار شديد، هو قائد عسكري حظي بسلطات واسعة إبان عهد الرئيس Lenin الدكتاتور الذي سبقه، و الذي أسس ما يعرف بالإتحاد السوفيتي الشيوعي بعد تأثره الشديد بفكر Karl Marx الألماني و الذي توفي قبل وقت طويل في انجلترا..

في العام 1922م، أصيب Lenin بأزمة قلبية و بدأ يضعف.. فما كان من Stalin – و الذي كان مقربا منه كثيرا – إلا أن قام بالضغط عليه ليتنازل له عن العديد من السلطات..
في العام 1924م، توفي Lenin بعد أن قام بكتابة وصيته الشهيرة و التي أوصى فيها بتغيير نظام الحكم في الاتحاد السوفيتي و تنحية بعض الرموز في الحزب الحاكم و أولهم كان Stalin..
إلا أن Stalin و بمساعدة بعض حلفائه من كبار القادة، قام بإخفاء هذه الوصية عن البرلمان و الشعب.. ليتمكن و خلال فترة وجيزة من السيطرة على السلطة في الاتحاد السوفيتي كوريث لـ Lenin..

Stalin كان صديقاً مهادناً للألمان في بداية الحرب.. و أثناء الحرب وقع معهم اتفاقية سلام و تفاهم.. إلا أنه أعلن الحرب عليهم بعد غزو الجيش الألماني للإتحاد السوفيتي في العام 1941م..

يقدر عدد قتلى نظام Stalin بـ 3 ملايين انسان.. كما أنه وجدت وثائق أوامر بالإعدام وقعها بنفسه لأكثر من 800 ألف سجين!

Joseph Stalin

.

• الرئيس الألماني Adolf Hitler

لننظر الآن الى الطرف المقابل و المتمثل في ألمانيا.. و كيف وصل قائدها الى السلطة..

كان Adolf Hitler مصمما على الوصول الى الحكم بالطرق الشرعية.. و صرح بذلك أكثر من مره، حتى أن أفراد حزبه النازي كانوا يتهكمون عليه و يلقبونه بـ هتلر الشرعي!

خاض الحزب النازي الانتخابات البرلمانية أكثر من مره و حصل على مقاعد محدودة في الأعوام (1924م – 1928م – 1930م).. الا انه في انتخابات 1932م الأولى حقق الحزب النازي مفاجأة أبهرت الجميع بحصوله على أكثر من 37% من مقاعد البرلمان (230 مقعدا) و على ضوء هذا الفوز الكاسح تم ترشيح Adolf Hitler لمنصب المستشار الألماني..

خلال سنة واحدة فقط أبهر الحزب النازي الألمانيين بإنجازاته الرائعة في المجال الإقتصادي!
ازدهر الاقتصاد في ألمانيا – التي كانت تعاني من أزمة اقتصادية عميقة – بشكل ملحوظ و تقلصت نسب البطالة بشكل كبير جدا..
كما أن الروح المعنوية للشعب الألماني ارتفعت كثيرا بعد الخطابات الوطنية القومية الحماسية التي كان يدليها Adolf Hitler و قادة حزبه..
مما زاد من شعبية هذا الحزب بشكل غير مسبوق، انعكس ذلك في الانتخابات البرلمانية التي جرت في العام 1933م بعد حل البرلمان و التي حصل فيها الحزب النازي على ما يقارب الـ 44% من مقاعد البرلمان (288 مقعدا)..

في العام 1934م توفي الرئيس الألماني Paul von Hindenburg بعد معاناة مع المرض.. فقام هتلر بإستغلال هذه الفرصة و قام بإجبار البرلمان الذي يملك فيه نسبة كبيرة من المقاعد و بالقوة على تسميته رئيسا لألمانيا إلى جانب كونه مستشارا.. ثم سمى نفسه بالقائد أو الـ Führer و أعطى نفسه كل الصلاحيات.. و عطّل النظام الديموقراطي..

بمعنى أن Adolf Hitler قام بالوصول إلى السلطة المطلقة الدكتاتورية.. من خلال انتخابات شرعية و نزيهة!

Adolf Hitler

.

• الرئيس الإيطالي Benito Mussolini

عسكري إيطالي متمرد.. سُجن في العام 1911م بعد كتابته مقالا في جريدة إشتراكية يطالب فيه إيطاليا بالإنضمام إلى قوات الحلفاء.. مما اعتبرته السلطات حينها خيانة للوطن.. و يقال أنه تقاضى أمولا من فرنسا ليكتب هذا المقال..

بدأ هذا الدكتاتور حياته السياسية في العام 1917م و بدأ بتأسيس الفكر الفاشي من خلال (الحزب الاشتراكي الفاشي) بدعم سري من المخابرات البريطانية MI5.. و كان يتقاضى راتبا قدره 100 جنيه استرليني أسبوعيا من بريطانيا..

استولى على السلطة في العام 1922م بعد تجيشه لمشاعر بعض طبقات المجتمع المتنفذة من زعماء العصابات و التجار و أيضا الجنود المسرحين من الجيش و العاطلين بعد الحرب العالمية الأولى.. ليقوم بمساعدتهم بثورة مسلحة ضد السلطة آنذاك و يجبرها على التنازل له عن كل السلطات تدريجيا..

قام بدعم النازيين منذ البداية و هو صديق مقرب للقائد الألماني Adolf Hitler.. و ساعده في غزوته ضد الفرنسيين..

Benito Mussolini

.

.

– أخلاقيات المتحاربين

لطالما قدّم قادة التحالف دولهم على أنها راعية الحرية و العدالة و أن ألمانيا هي دولة توسعية جشعه..

إلا أن الطرف الآخر و هو الحزب النازي في ألمانيا كان يتهم دول التحالف بنفس الاتهامات من الرغبة في التوسع و استغلال خيرات الشعوب الأخرى و ذلك من خلال الاستعمار (لم تكن ألمانيا تملك مستعمرة واحدة حينها، في حين كانت بريطانيا و فرنسا تستعمر معظم دول العالم الثالث كما صنفوه)..

و الحزب النازي على الرغم من عنصريته المعلنه للعرق الآري الأبيض، إلا أنه يشدد على أخلاقيات كثيرة كالصدق و الوفاء و احترام المال العام.. حتى أن قائده Adolf Hitler لم يعرف عنه الفساد المالي أبدا و لم يكن يملك أموالا و ثروات.. كما أنه كان نباتيا لا يشرب الكحول و لا يدخن.. مما وضع أعداؤه في حرج شديد حين حاولوا النيل منه بشكل شخصي حيث لم يجدوا مثالب أخلاقية في تصرفاته..

بالمناسبة، يركز الكثير على خيانة الحزب النازي لروسيا و غزوه لها في العام 1941م و قد كانت دولة حليفة لألمانيا في بداية الحرب.. و يغفل الوفاء الكبير الذي تعامل به الحزب مع القائد الإيطالي Mussolini في العام 1943م حين تم إرسال فرقة إنقاذ ألمانية خاصة حررته بطريقة احترافية من سجنه في إيطاليا و عادت به إلى ألمانيا بعد أن انقلب عليه شعبه.. لتدعمه من جديد فيعود قائدا لإيطاليا في وقت كانت فيه ألمانيا منغمسة في الحرب و لا تتوقع فائدة كبيرة من Mussolini..

.

– قوة المتحاربين

خسرت ألمانيا الحرب العالمية الأولى في العام 1918م .. و أجبرت على توقيع معاهدة فرساي (Versailles treaty) المذلة.. و التي فرضت قيودا اقتصادية ضخمة على ألمانيا.. بالإضافة الى قيود عسكرية صارمة كالبند الذي ينص أنه لا يحق لألمانيا مطلقا أن يكون تعداد جميع أفراد قواتها العسكرية بمختلف قطاعاتها أكثر من 100 ألف عسكري!
في حين كانت الدول المنتصرة كـ فرنسا و بريطانيا تحصل على ما تريد و تسيطر على منافذ التجارة في العالم و تستعمر معظمه..

غلاف معاهدة فرساي

إلا ان ألمانيا المنهكة.. استطاعت أن تحتل معظم أوروبا الغربية في أقل من عامين!

أكلت الدول الواحدة تلو الأخرى بآداء عسكري مبهر.. حتى احتلت فرنسا بضربة عسكرية خاطفة تجاوزت فيها خط maginot الشهير الذي بنته فرنسا على حدودها مع ألمانيا.. قبل أن تساوي مدن بريطانية بالأرض كـ لندن العاصمة.. التي انهارت معظم بناياتها تحت القصف الألماني اليومي..

كما قامت بعد ذلك بعام واحد بالهجوم على الاتحاد السوفيتي الضخم و الذي انهارت مدنه أمامها الواحدة تلو الأخرى حتى وصلت الى مدينة ستالين-غراد.. قبل أن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية على الخط و تسند بريطانيا و روسيا بقوة هائلة أدارت مؤشرات القوى في الحرب..

بغض النظر عن شرعية هذه الحرب.. حيث لا يوجد أمر يبرر التعدي و القتل في رأيي.. إلا أن هذه القدرة العسكرية الألمانية الهائلة تستحق الإعجاب و التأمل!

.

– احترام سيادة الدول

السبب الرئيس الذي دعا بريطانيا و فرنسا إلى إعلان الحرب على ألمانيا هو اتهامهم لها بعدم احترام سيادة الدول المجاورة له كـ سلوفاكيا و بولندا و احتلالهما قسرا..

لكن.. هل كانت دول التحالف تحترم سيادة الدول و رغبات شعوبها؟

سأريكم الآن صورة لقطعة من الورق.. كتبها Winston Churchill بيده و مررها الى رئيس الإتحاد السوفيتي Stalin في إجتماعمها في موسكو إبان نهاية الحرب و تقهقر الألمان في العام 1944م..

هذه الورقة – و التي باتت تعرف بالـ naughty document أو الوثيقة البذيئة – يعرض فيها Winston Churchill تقاسم دول أوروبا الشرقية و بعض دول أوروبا الغربية – و التي ستحرر من الاحتلال الألماني – مع الاتحاد السوفيتي و بنسب اعتباطيه حددها هو.. بكل سهولة يتم تحديد مصير شعوب بأكملها و تقاسمها بهذه الطريقة العنجهية!

بالمناسبة.. أتحدى أن يجد أحدكم صورة لهذه الورقة في موقع ناطق باللغة الإنجليزية من مواقع الانترنت كلها! .. ألم أقل لكم هناك أمور كثيرة مغيبة؟

الوثيقة البذيئة

.

– جرائم الحرب

يـُتّهم الحزب النازي بجرائم كثيرة ضد الانسانية بعضها ضد الألمان أنفسهم و البعض الآخر ضد الشعوب التي تم احتلالها..
إلا أن الكثير من هذه الاتهامات تفتقد للأدلة الكافية.. و يبرر الكثيرون ذلك بقيام القوات الألمانية بإحراق كل الوثائق التي لديها في كل القطاعات و المرافق قبيل هزيمتها..

بعض هذه الاتهامات ارتبط مثلا بإنشاء محارق بشرية أو ما يعرف بقاعات الغاز في معسكرات الاعتقال..
و تم الادعاء بأن الألمان قتلوا في هذه المحارق أكثر من 6 ملايين يهودي.. إلا أن هذا الرقم الرسمي تراجع كثيرا مؤخرا ليصل إلى مليونين أو في بعض الأبحاث إلى مليون و مائتي ألف!
لكن اذا ما أخذنا بالاعتبار ان من ادعى اكتشاف هذه المحارق هي القوات الروسية الغازية و التي قامت هي نفسها بإرتكاب جرائم أبشع في حروب كثيرة.. هل نثق بإدعاءاتها كثيرا؟

الحزب النازي قتل الكثير من اليهود.. هذه حقيقة.. إلا أنه قتل أيضا الكثير من الـ جيبسيين (عرق أوروبي).. و من الألمان المعارضين..!
يجب أن لا ننسى أن الحرب العالمية الثانية أودت بحياة أكثر من 61 مليون انسان.. فمن الطبيعي أن يكون القتلى من كل الأعراق.. خصوصا تلك التي كانت متواجدة في أوروبا في ظل تصاعد متنامي للفكر العنصري..

و صحيح أيضا أن الحزب النازي أقام معسكرات اعتقال و جمع فيها كل اليهود و الجيبسيين و المعارضين أثناء الحرب.. و ذلك بدعوى أنهم يشكلون تهديدا قوميا لألمانيا في ظل الحرب.. إلا أن أمريكا مثلا قامت بالشئ نفسه مع بعض الآسيوين المتواجدين فيها و لم يثر هذا الضمير العالمي!

لن أسهب أكثر فيما يتعلق بمعسكرات اعتقال اليهود.. فهم لا يتقبلون حتى مجرد التفكير فيما يسوقونه من اتهامات للحزب النازي.. و يكفي مثلا ما حدث للشاب اليهودي David Cole.. و بإمكانكم البحث عنه في اليوتيوب..

لكن في الطرف المقابل.. قامت القوات المتحالفة بجرائم بشعة، وأدلتها أوضح من  قرص الشمس في رابعة النهار!

ففي تصرف عنجهي بربري همجي.. قامت الولايات المتحدة بإلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتين يابانيتين مأهولتين بسكانٍ مدنين من أطفال و نساء و شيوخ.. لتبيدها عن بكرة أبيها.. ولا تبقي فيها حجرا على حجر! (للمزيد حول ذلك إضغط هـنـا)

كما قامت قوات التحالف بإعدام الأطفال المراهقين (15-17 عاما) المنضمين إلى الجيش الألماني بعد احتلال ألمانيا.. و قد تمت الإشارة إلى ذلك بشكل مقتضب و سريع في الفيلم الوثائقي Apocalypse The Second World War مع لقطات فيديو لعمليات الإعدام..

أما القوات السوفيتيه فجرائمها ضد الإنسانية أكثر من أن تحصى.. فقد أبادت قرى سوفييتيه كاملة بأطفالها و نسائها بدعوى تعاطفها مع الألمان.. و أعدمت كل الألمان الذين كانوا على أراضيها.. و أغرقت في قاع بحر البلطيق المتجمد السفينة الضخمة Wilhelm Gustloff – و التي كانت تسمى بـ تايتانك النازية - في العام 1945م رغم معرفتها بأنها ممتلئة بالكامل بمدنين من نساء و أطفال (هناك فيلم وثائقي شهير بعنوان The Nazi Titanic يتناول هذه الحادثة المرعبة)..

كما أن جرائم الجيش السوفيتي البشعه ضد المدنين الألمان بعد احتلال برلين أمر لا ينكره حتى السوفييت أنفسهم!

يقال أن Stalin هو أكثر رجل في التاريخ سفك الدماء.. إلا أن الإعلام الغربي تجاهل كل ذلك بعد تحالفه معهم ضد ألمانيا!

.

.

.

أخيرا.. أثناء محاكمة مارشال الرايخ الثالث و نائب هتلر و قائد القوات الجوية الألماني Hermann Göring بعد انتهاء الحرب.. قال له ممثل الادعاء: سيلعنك التاريخ إلى الأبد! .. ليرد عليه: طبعا، لأنكم أنتم من سيكتبه.. لو كنا نحن من انتصر في هذه الحرب، لجعلناه يلعنكم انتم إلى الأبد!

اختم بهذين المقطعين القصيرين من أفلام قديمة انتجتها (ديزني) موجهة ضد الألمان و النازيين.. لأريكم كيف يقوم الإعلام بترسيخ الصور النمطية لدى الشعوب و بالأخص الأطفال منهم.. حيث يغفل ما يشاء.. و يركز على ما يشاء..

.

.

.

بالمناسبة، هتلر كان رساما مرهفا.. و تشرتشل كان أيضا رساما مرهفا.. إلا أن هذين الفنانين المرهفين أشعلا حربا أفنت أرواح أكثر من 61 مليون انسان و أحرقت الأرض و دمرتها.. على ماذا يدل ذلك؟

ربما نحاول البحث عن إجابة سويا في تدوينة قادمة!

شوكرن..