wall.e و متلازمة الضفدع في الماء المغلي!

wall.e و متلازمة الضفدع في الماء المغلي!

هذه التدوينة في قسم: موليكيلو يتكلم جد July 25th, 2008

في الاسبوعين الماضيين شفت 4 أفلام.. 3 منهم حقيقة لا يستحقون حتى اني اذكرهم.. أما الرابع فشاهدته مرتين خلال أيام قليلة!
wall.e هو الفيلم اللي أعجبني.. أو بالأحرى أبهرني!

الفيلم مبهر في تقنية معالجة الصور المتحركة بالكومبيوتر، بل في رأيي المتواضع ان هالفيلم يعتبر بداية “لعهد” جديد من عهود معالجة الرسوم المتحركة بالكومبيوتر!
تم اخراج بعض المشاهد بطريقة تصوير كاميرا السينما.. مثلا.. بعض المشاهد تبدا blurry و تضبط نقاوتها مع تمركز الصورة في الوسط.. بطريقة احترافية غير مسبوقة..
أيضا جودة الصورة الفائقة و الاهتمام بأدق التفاصيل في الصوت و الصورة أمر يستحق التأمل كثيرا!

بغض النظر عن الابهار في الصورة في فيلم wall.e، الفيلم يحمل رسالة جميلة جدا و مهمة..
و هي باختصار: نحن البشر و مع مرور الوقت.. نتحول الى “كائنات” كسولة و خاملة مع كل فتح تقني جديد!
و ما راح اتكلم أكثر عن الفيلم و فكرته حتى ما أحرقه على اللي ما شافه..

بعدما شاهدت الفيلم في المرة الأولى.. تذكرت متلازمة الضفدع في الماء المغلي (boiling frog syndrome)..
يُقال (يعني تراي ما جربت)..
انك لو جبت ضفدع و جدعته بـ قدر فيه مويه تغلي.. فان الضفدع راح يقفز من الوعاء و يهج..
لكن لو جدعته بـ قدر فيه مويه باردة.. و حطيته على النار.. بحيث ان درجة حرارة الماء ترتفع ببطء حتى تغلي.. فان الضفدع ما راح ينتبه لحرارة المويه و بيظل في القدر الى ان يموت مسلوقا!

كثير منا.. و رغم التطورات التقنية الهائلة في العقدين الماضيين.. ما بعد حس بالتغير الضخم في نظام حياتنا و تفكيرنا بسبب التكنولوجيا و تطبيقاتها الجديدة!
و لما أقول ضخم.. فأنا أقصد ضخم ضخم..!
فكروا معي شوي و خصوصا اللي من جيلي (مواليد الثمانينات الميلادية)..

الجوال.. أول كنا نحفظ أرقام أهلنا و أصدقائنا حتى لو كانوا بالعشرات.. الآن ما فينا حتى نتذكر الـ PIN حق بطاقة الصراف!
الجوال صنع مننا أشخاص نعاني من كسل ذهني.. كم واحد فيكم حافظ أكثر من 4 أرقام تليفون؟ يهمني أعرف…

حتى تطبيقات الجوال.. خلونا ناخذ الآلة الحاسبة كمثال..
الآن لو أي شخص واجه سؤال على شاكلة: معي 630 ريال و ابقسمها على 2.. كم أعطي كل واحد؟
أول شي بيسويه انه بيطلع جواله عشان يحسب.. حتى ولو ان الجواب سهل.. 315!
لكن ليش أفكر و اتعب نفسي و الجوال موجود! .. كم مره سمعتوا هالجمله؟

بعيدا عن الجوال طيب..
انا مثلا.. صرت ما أقدر أروح أي مشوار يبعد عن بيتي أكثر من 10 ميل إلا وانا مشغل الـ navigator!
بدون مبالغة.. فيه أماكن رحت لها أكثر من 6 مرات في الستة أشهر الماضيه.. و الى الآن ما أدلها!
رغم اني منول.. مقطع الفيافي على ما يقولون.. و الدليله اللي يحفظ أي مكان من مشوار واحد..
لكن الآن..
ليش أفكر و اتعب نفسي و الـ navigator موجود!

طبعا ما يحتاج أتكلم عن الانترنت.. لأنه فعلا يلغي الحاجه للتفكير بشكل كبير!
الآن طلاب الجامعه.. و يمكن حتى الثانوي.. راح يحصلون الحل لأي واجب مطلوب منهم في الانترنت!
اهم شي يكون عندهم ذهانة شوي بالتعامل مع Google!
حتى مواقع الموسوعات مثل Wikipedia.. سهلت وصول المعلومة الى الباحث عنها بشكل كبير جدا.. لدرجة اننا أصبحنا ما نحتاج نحفظ المعلومة اللي نبيها في ذاكرتنا.. لأنه بمجرد ما احتجناها مره ثانية.. راح نحصلها بضغطة زر و خلال ثواني في Wikipedia..
ليش نرهق أدمغتنا المثقلة بالعلومات القيمة و الانترنت موجود!

و كل ما ذكر أعلاه بكوم.. و تأثير التكنولوجيا على علاقتنا الاجتماعية بكوم!
أحد كان يتخيل من 15 سنه.. ان الناس بيباركون لبعض اذا تزوجوا برسالة جوال ولا مسج في الـ Facebook!
حتى العزاء الآن اصبح من خلال رسالة!
محد له خلق يتصل و يبارك أو يعزي و يضيع وقته الثمين!
الوقت اللي غالبا يضيع على مشاهدة فضائيات و برامج تفاعليه.. أو في بناء علاقات وهمية في الانترنت!
الحميمية في العلاقات و الترابط بدأ يتلاشى و احنا مو مدركين خطورة هالامر!
علاقتنا اصبحت اما واقعية باهته.. أو افتراضية داخل شبكات الكومبيوتر!

بإختصار..
الرسالة في فيلم wall.e قد يراها البعض راسلة فانتازيه مبالغ فيها..
لكن أنا أرى أنها واقعيه و تصيب كبد الحقيقة!
نحن يا الغالين.. و بدون أن نشعر..
في طريقنا الى التحول الى كائنات خاملة فكريا.. كسولة.. مملة.. و غير مترابطه اجتماعيا..!

و شوكرن.. :)

_______________________________



  

Responses to “wall.e و متلازمة الضفدع في الماء المغلي!”

  1. sweetheart
  2. tofe
  3. NANO
  4. sahab
  5. SKY

ورى ما تسدح تعليق؟ .. ترى ببلاش..

معليش يا عزتي لك.. لازم تسجل دخولك عشان يمديك تسدح تعليقات.